كعرب نحن مغرمون بنظريات المؤامرة وهي مثل الحب في حياة الراحل نزار قباني ' بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لإخترعناه ' .... ومقالتي هذه لن تعجب أحدا وأنا واثق من ذلك ... ولكني سأكتبها على أية حال لأن العرب أيضا أتفقوا على أن يختلفوا وإتفقوا على أنك إن لم تكن معي فأنت ضدي ..... فالقطري بن همام أصبح رئيسا للإتحاد الآسيوي لكرة القدم ولا يهمني كيف أصبح رئيسا بل يهمني أن هناك عربي على رأس هذه المؤسسة الكبيرة ولو ذهبت لمقر الإتحاد الآسيوي لوجدت أن للعرب هيبتهم ومكانتهم وليس كما كانت الحال سابقا .. ومع هذا فهو يخضع لهجوم عربي بإمتياز يصاحب كل قرار لا يعجب فئة أو دولة .
فبعد قضية معاقبة العراق بقضية منتخب الناشئين كرهوه ... وبعد تتويج العراق بكأس امم آسيا أحبه العراقيون وغمز من قناته آخرون وقيل إن هناك مؤامرة دولية إشترك بها بوش وبلاتر وإبن همام كي يتوج العراق ... ويومها توج يونس أفضل لاعب في البطولة ....بعدها جاءت قصة أفضل لاعب آسيوي فصار بن همام كارها للعراق وأحبه من غمز من قناته سابقا .... ثم جاء العراق وقطر في مجموعة إستراليا والصين في تصفيات كاس العالم فهاجمه بعض متعصبي البلدين وإتهموه بأنه يعمل ضد مصلحة بلده قطر ولم يقولوا نفس الشئ يوم تم اختيار خلفان إبراهيم أفضل لاعب آسيوي فيما أتهمه البعض بأنه لايريد للعراق أن يتأهل .
وجاءت قضية إيمرسون التي يطالبني العشرات يوميا بأن أفتح ملفها وأن ألقي الضوء على الظلم الذي تعرض له العراق بسبب ( الأموال القطرية ونفوذ بن همام المزعوم ) رغم أن الفيفا أعترف بانه هو المتسبب بالمشكلة وغرم نفسه تكاليف القضية وشاهدت الفاكس الذي يثبت ذلك ولكن البعض لايريد أن يقتنع أن العراق خسر فرصة التأهل للمرحلة الحاسمة بيده لا بيد الآخرين خاصة وأن التعادل كان يكفيه ... ولكنه لم يتعادل ... فبدأت نظريات المؤامرة تعمم على الجميع وأولهم على العراقيين فجاءت على رؤوس عدنان حمد ويونس محمود وحسين سعيد ثم على الحكومة وعلى إبن همام وعلى بعض اللاعبين وعلى العسل والعشاء الملكي والأوزون والأوكسجين والنظام العالمي الجديد ؟؟؟؟ وهنا اسأل هل هناك إحتمال ولو واحد بالمليون أن يكون العراق خسر لأنه لم يلعب جيدا أو لم يكن موفقا أو لأن المنتخب القطري عرف كيف يفوز؟؟؟
" نقلاً عن جريدة استاد الدوحة القطرية